she3a-4ever
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
she3a-4ever

الســلام عليك يـا أباعيد الله الحسـين
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيل

 

 الإمام الحسين(ع) رسالة شاملة ورمز للوحدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
she3e-4ever
Admin



عدد الرسائل : 124
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 08/09/2008

الإمام الحسين(ع) رسالة شاملة ورمز للوحدة Empty
مُساهمةموضوع: الإمام الحسين(ع) رسالة شاملة ورمز للوحدة   الإمام الحسين(ع) رسالة شاملة ورمز للوحدة Icon_minitimeالثلاثاء يناير 27, 2009 12:50 pm

الحياة لأجل الرسالة
كان الإمام الحسين(ع) يعيش الرسالة كإمام للرسالة وكمسلم أيضاً، ويعتبر أن الرسالة تمثل رضا الله سبحانه وتعالى، وأن رضا الله فوق كل شيء، لذلك كان يعيش أزمة نفسية ليست شخصية، بل رسالية، ولذا عبّر عنها بقوله: "ليرغب المؤمن في لقاء ربّه حقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً"، فهو لا يريد أن يعبّر عن حالة يأس، ولكنه يريد أن يعبّر عن حالة رفض، وأن الموت في خط الجهاد يعتبر سعادة، لأن الإنسان يؤكد رسالته ويؤكد انتماءه وموقفه وعبوديته لربّه، أما الحياة مع الظالمين دون أن يواجههم ودون أن يقوم بأي عمل، فإنها تمثل الحياة التي برم بها الإنسان، بمعنى أنه لا يشعر فيها بالحيوية ولا يشعر فيها بالحياة، لذلك كان الإمام الحسين(ع) يركّز على هذا الجو من خلال تصوير المسألة في جانبها النفسي بالإضافة إلى الجانب الموضوعي "ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يُتناهى عنه"، ثم يقول: "ليرغب المؤمن في لقاء ربه حقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً". وهكذا نجد أن الحسين(ع) وهو يتحرك كان يريد أن يعمّق الرسالة في نفوس كل الذين ينطلق معهم، فعندما كان يقف مع معسكر ابن سعد كان يعظهم بين وقت وآخر، وكان يحاول أن يضعهم في أجواء روحانية وعظية تنقلهم إلى الآخرة وتجعلهم في مواجهة حقارة الدنيا، ففي غداة يوم عاشوراء خاطبهم بقوله: "عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت لأحد أو بقي عليها أحد كانت الأنبياء أحق بالبقاء وأولى بالرضا وأرضى بالبقاء، غير أن الله خلق الدنيا للبلاء وخلق أهلها للفناء، فجديدها بالٍ ونعيمها مضمحلّ وسرورها مكفهرّ والمنزل بلغة والدار قلعة، فتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى، فاتقوا الله لعلكم تفلحون". فلو كانت المسألة عند الحسين(ع) مجرد مسألة سياسية لكان تحدّث معهم بلغة سياسية، في حين نراه يتحدث معهم بلغة قرآنية وبلغة وعظية، لأن الحسين(ع) كان يعرف أن مشكلة المجتمع الإسلامي آنذاك، كما هي مشكلة المجتمع الإسلامي في كثير من المراحل، هي أن الناس قد أغلقوا قلوبهم عن الله سبحانه وتعالى، وأنهم لا يفكرون بالآخرة وإنما يستغرقون في الدنيا، ولذلك عندما ندرس الكثير من كلمات الإمام الحسين(ع) في مسيرته من المدينة إلى مكة ومن مكة إلى كربلاء، نرى أن كل أحاديثه وعظية تفتح القلب وتفتح الروح، لأنه كان يريد أن ينتج مجتمعاً إسلامياً، صحيح أن الحسين(ع) كان يطلب أن يكون هو الذي يحكم، لكنه لم يكن ليطلب الحكم لذاته، بل لرسالته ليغيّر الواقع من خلال تجربة الحكم .

الحسين(ع) رسالة شاملة
ولذلك لا بد لنا ـ أيها الأحبة ـ أن نقرأ الحسين(ع) رسالة شاملة، فلا تقرأوه في السياسة وحدها، ولا تقرأوه في المأساة وحدها، ولا تقرأوه في الكثير مما يتعارفه الناس، بل اقرأوا الحسين(ع) كما تقرأون رسول الله(ص)، مع الفارق طبعاً، لأن رسول الله(ص) قال: "حسين مني وأنا من حسين"، فهذا الاندماج بين الرسول(ص) وبين الحسين(ع) لم يكن اندماجاً نسبياً، بل كان اندماجاً رسالياً، لأن الحسين(ع) قد تحول إلى تجسيد لرسالة رسول الله(ص) ورسول الله هو التجسيد الحي للرسالة، لذلك فإن هناك رسالة اندمجت في رسالة، فالحسين(ع) منه باعتباره انطلق من رسالة رسول الله(ص) في وجوده الرسالي، "وأنا من حسين"، لأن رسول الله(ص) من الرسالة التي تجسدت بالحسين في مرحلته، وهكذا يجب أن نفهم المسألة. وعلى ضوء هذا، لا بد لنا أن نجعل من عاشوراء ساحة لتعميق الرسالة وترسيخ الاسلام للرسالة وللإسلام ليكون الناس مسلمين أكثر، وليكونوا ملتزمين أكثر، وليكونوا حاملين لرسالة الحسين أكثر، فلو استنطق الحسين(ع) كيف تريد أن تكون المجالس التي تتحرك في ذكراك، لقال(ع): تحدّثوا عن الإسلام في الخط الفكري والشرعي والحركي بنسبة 90%، وتحدثوا عن المأساة بنسبة 10%، لأن قصة المأساة تنطلق من العاطفة، فالمأساة لا تحتاج إلى كثير من الجهد لينفعل بها الإنسان الذي يملك حساً إنسانياً، ولعل أحسن من عبّر عن ذلك هو ذاك الشاعر الذي يقول :
تبكيك عيني لا لأجل مثوبة
لكنّما عيني لأجلك باكيـة
عاشوراء لكل المسلمين
إن الإنسان عندما يقف أمام المأساة لا يملك إلا أن تنفجر دموعه ويحترق قلبه من خلال العناصر الحزينة، لذلك نريد لعاشوراء أن تبقى إسلامية بكل رحابة الإسلام، وبكل حركية الإسلام، وبكل عمق الإسلام، وبكل وحدة الإسلام، لأن قضية الوحدة الإسلامية هي أن نتحد بالإسلام حتى لو اختلفنا في فهمه هنا وهناك، لأن الله تعالى قال لنا: {فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول} [النساء:59]. ولذلك حذار من أن نصوّر عاشوراء على أنها موجهة لفريق معيّن من المسلمين، لأن يزيد لا يمثل المسلمين السنة، بل أنهم يرجمونه بكل الكلمات في وحشيته، لذلك لا يجوز أن نجعل من عاشوراء ساحة للإساءة إلى الوحدة الإسلامية، بل علينا أن نحمل عناوين عاشوراء وشعارات عاشوراء للمسلمين جميعاً، وأعتقد أن المسلمين جميعاً يلتقون عند الحسين(ع)، لأن "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، عند كل المسلمين ومحبة الحسين موجودة عند المسلمين جميعاً، وإن اختلفوا في خصوصية محبة هنا عن خصوصية محبة هناك.

الحسين(ع) رمز الوحدة الإسلامية
أعتقد أننا نستطيع أن نقدم الحسين(ع) رمزاً للوحدة الإسلامية، لأن المسلمين أجمعهم يلتقون عليه، ولذلك أحب أن أنبّه على تعبير ينطلق في أدبياتنا وهو تعبير (يا لثارات الحسين) بأن علينا أن لا نجعل هذا التعبير يتحرك في المستوى الشعبي الساذج ليتصور البعض أن هناك عدداً من المسلمين يتحركون للأخذ بثأر الحسين من ظالم قتله، ولكن نحن نعمل لثارات الحسين من كل مستكبر ومن كل طاغية ومن كل منحرف ومن كل سلطان جائر يستحلّ حرم الله وينكث بعهده ويخالف سنة رسول الله(ص) ويعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فهؤلاء هم الذين نثأر للحسين منهم، لأن الحسين انطلق من خلال قضية تنطبق على الشخص الذي عاصره وعلى أمثاله، سواء كانوا من المسلمين أو من الكافرين، وحتى قولنا "السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره"، فثأر الله إنما هو من خلال أن الله سبحانه وتعالى يثأر لدينه ويثأر لرسالاته ويثأر لكل أنبيائه وأوليائه، ولذلك فإن الثأر هنا لا يتصل بحالة خاصة وإنما يتصل بالخط العام في كل مواقع الحياة. وعلينا أن نبقي الحسين(ع) في عقولنا في الدائرة الإسلامية الواسعة، وإذا كانت الدائرة الإسلامية الواسعة تنفتح على الدائرة الإنسانية الواسعة، فلأن الإسلام منفتح على الإنسانية كلها، وعند ذلك فإن الحسين(ع) لا يعيش في الجوّ الشيعي فقط، ولكنه ينفتح على الجو الإسلامي كله وعلى الجو الإنساني كله .

وصية الحسين(ع) الأخيرة
وفي الختام أحب أن أقرأ عليكم وصية الحسين(ع) الأخيرة لولده الإمام زين العابدين(ع) لتعرفوا كيف كان الحسين(ع) يفكر، فهو لم يفكر في غربته أو في مأساته وحتى في كل الفجائع التي كانت تحيط به، بل كان يفكر بالحق. وهناك روايتان عن الإمام محمد الباقر(ع) قال أبو جعفر(ع): "لما حضرت أبي علي بن الحسين الوفاة ضمّني إلى صدره وقال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، يا بني اصبر على الحق وإن كان مراً". تصور أن الحسين(ع) قبل أن ينطلق للقتال جلس مع علي بن الحسين(ع) وأعطاه هذه الوصية فكان الحق أمامه وكان يريد لمسيرة الحق أن تتحرك، وعلى الذين يلتزمون الحق أن يتحملوا كل مراراته لأنه حلو في عمقه وإن كان مراً في طعمه، وهذه هي الوصية الأولى. وعن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر(ع) قال: "لما حضرت علي بن الحسين الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلى الله". فالخطورة كل الخطورة أن تظلم الإنسان الضعيف، أن تظلم زوجتك وهي لا تجد عليك ناصراً إلا الله وأن تظلم جارك وأنت تملك القوة وهو لا يجد عليك ناصراً إلا الله، وأن تظلم كل الناس الذين يتعاملون معك وهم ضعفاء فتنكر عليهم حقوقهم فتظلمهم. هذه هي وصية الحسين(ع) وهو يخاطب كل واحد منا في كلماته القصار: "إصبر على ما تكره فيما يلزمك الحق واصبر عما تحب فيما يدعوك إليه الهوى"، وقال لبعضهم وقد طلب من الحسين(ع) موعظة مختصرة قال: "عظني بحرفين"، فكتب إليه الحسن(ع): "من حاول أمراً بمعصية الله كان أفوت لما يرجو وأسرع لمجيء ما يحذر"، فإذا أردت أن تصل إلى أهدافك لتحقق أمانيك فلا تصل إليها بواسطة معصية الله تعالى، بل أن تصل إلى أهدافك بطاعة الله لأنك إذا حاولت أمراً بمعصية الله فإن الله يعاقبك على ذلك بأن يفوت عليك ما ترجوه ويسرع إليك ما تحذره. خذوا الحسين(ع) في عقولكم فكراً يضيء الحق للناس، وخذوا الحسين في قلوبكم حباً يطرد الحقد عن الناس، وخذوا الحسين في حياتكم حركة تبقى مع الله وفي خط الله، وعندما تحبون الحسين حب الحق وحب الإسلام وحب العدل وحب الرسالة فستنفجر الدموع من دون أية إثارات هنا وهناك، لأننا عندما نحب الحسين(ع) بعمق فسنبكيه بعمق، نبكيه بدموع الرسالة، وبدموع القضية، وبدموع الولاء، وبدموع الحب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://she3a-4ever.mam9.com
 
الإمام الحسين(ع) رسالة شاملة ورمز للوحدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
she3a-4ever :: ¤©§][§©¤][قـــســـم الإســــلامـــــي][¤©§][§©¤ :: بحوث حسينيه-
انتقل الى: