she3e-4ever Admin
عدد الرسائل : 124 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: معركة صفين الأربعاء سبتمبر 10, 2008 4:25 pm | |
| معركة صفين
من الحروب العظيمة التي وقعت في الإسلام، بين جيش أمير المؤمنين(ع) وجيش معاوية، وللأسف فإن الباعث على تلك الحرب كان حبّ الدنيا والعداوة للرسول(ص) وأهل بيته(ع)، ولو كانت هذه الحروب في نصرة الإسلام لجرّت على الإسلام خيراً كثيراً بقدر ما جرّت عليه من الضرر أو أكثر.
وأتت معركة صفين بعد سلسلة من المحاولات الإصلاحية التي قام بها أمير المؤمنين(ع)، عندما استلم الحكم، ولمّا لم ترق تلك الإصلاحات لبعض المنتفعين والمستفيدين، حاولوا الانقلاب على أمير المؤمنين(ع)، ولم يجدوا ضالتهم إلا في معاوية بن أبي سفيان، أمير الشام، الذي انقلب على الإمام(ع).
حاول الإمام، كعادته، أن يقيم الحجة بأسلوب الحوار والموعظة الحسنة لحفظ الإسلام، ووأد الفتنة، وحقناً لدماء المسلمين، ولكن تلك المحاولات لم تجد آذاناً صاغية عند معاوية الذي جهّز جيشه وقاده نحو العراق، ولما بلغ أمير المؤمنين خبره جهّز جيشه واتّجه به ليقطع الطريق على معاوية وأنصاره قبل أن يدخلوا العراق ويعيثوا في أرضه فساداً، وفي أهله قتلاً ونهباً.
ونزل معاوية بمن معه عند نهر الفرات، في وادي صفّين، واستولى على الماء، ونزل أمير المؤمنين(ع) في ذلك الوادي الفسيح أيضاً، وقد حال معاوية بين أهل العراق والماء، ومنعهم من أن يشربوا منه ولو قطرة واحدة فأضرّ بهم وبدوابهم العطش، ولما لم تنفع محاولات أمير المؤمنين(ع) لبلوغ الماء بالحسنى، اضطره الأمر إلى استعمال القوة لإنقاذ عشرات الألوف ممن كانوا معه من الموت عطشاً، ولمّا تمّت له السيطرة على الماء حاول بعض أصحابه إقناعه أن يقابلهم بالمثل، فأبى ذلك أشدّ الإباء، وأتاح لخصومه، الذين هددوه قبل ساعات قليلة بالموت عطشاً، أن يردوا الماء أسوة بأصحابه.
ورغم هذه الأخلاق الرفيعة، والمعاملة الحسنة فقد استمر جيش معاوية في استفزاز جيش الإمام(ع)، الذي لم يجد بداً من السماح لأصحابه بالقتال بعد أن أوقع بهم الأعداء عدداً من القتلى والجرحى نتيجة اعتداءاتهم.
وقد طالت تلك المعركة أياماً طويلة، ووصفت بأنها من أعنف وأشرس المعارك في التاريخ الإسلامي حتى زاد عدد القتلى فيها على عشرات الآلاف.
وقد كان لاستشهاد عمار بن ياسر ،مضافا،طبعا، إلى حكمة أمير المؤمنين(ع) وشجاعته التي فاقت كل تصوّر، فعل السحر في المعركة حين تضعضع الكثيرون من أتباع معاوية بعد أن علموا بذلك، نظراً لمقولة الرسول(ص) المشهورة: "ويح عمار تقتله الفئة الباغية"،.
كل تلك العوامل رجّحت الكفة لصالح جيش الإمام علي(ع) واستعدّ معاوية للفرار لولا أن ناشده بعض العرب الصبر والتريّث، في تلك الفترة الرهيبة استعمل عمرو بن العاص مكره وأمر برفع المصاحف، موحياً بأنّ معاوية يطلب الصلح والاحتكام إلى كتاب الله.
وقد اضطرب أصحاب الإمام(ع) نتيجة ذلك اجتمعوا عليه يطلبون منه الرضوخ، لكنه قال لهم إن تلك خدعة، فأصرّوا على رأيهم، وكان أمير المؤمنين في هذا الموقف أمام خيارين لا ثالث لهما:
ـ المضي بالقتال، ومعنى ذلك أنه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل الشام.
ـ القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً.
وهكذا كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة لا خيار لأمير المؤمنين(ع) به. | |
|